أيها المربي، أيتها المربية
يدرك الزوج والزوجة السعادة التي تملأ قلبهما مع سماعهما بخبر حصول حمل الطفل، وهما اللذان ينتظران ذلك ويعلمان أنه هبة من الله تعالى لهما،
قال الله تعالى:
للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)،
لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الإجراءات التي تتضمن بحث في أسماء محددة لاختيار واحد منها، والاتفاق على اسم المركز الطبي الذي سيتابع حال الأم وحال الجنين، ثم المستشفى التي تتم فيها الولادة، وشراء الملابس والحاجيات الضرورية المختلفة للقادم إلى عالم الدنيا.. وإذا كان اهتمام الأهل واضحاً بتأمين الطعام والشراب والغذاء والرعاية الصحية لهذا المولود، فإن السعي في تربيته على ما يرضي الله تعالى هو من أكبر المسؤوليات في أعناق الآباء والأمهات، وهي مسؤولية كبيرة، تبدأ من اختيار الرجل للمرأة المناسبة له، ومن قبول المرأة لزوج صالح، وتمتد منذ ولادة المولود إلى مختلف مراحل طفولته ومراهقته وبلوغه وشبابه.. وقد أمر الله تعالى أولياء الأمور بالسعي لوقاية أنفسهم وأهليهم من النار
قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
لذا فالأب مسؤول والأم مسؤولة،،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها (صحيح البخاري)
يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: "والصبيان أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوِّدَ الشر وأُهمل إهمال البهائم شَقِيَ وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له".. ثم يقول: " ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من القرناء السوء". ويترتب على ذلك مجالسة الآباء والأمهات أبناءَهم، وتخصيص أوقات لهم في الحديث معهم والإنصات إليهم ومحاورتهم، وإذا كانت كلمات الأذان هي من أول ما يقرع سمع الطفل، فإن التوجيه إلى غرس مفاهيم الإسلام وتعاليمه في قلوب الأطفال منذ صغرهم هدف أساسي للأهل، على مدى التاريخ، كانت وصايا التربويين المسلمين لأولياء الأمور بتعليم الأطفال القرآن الكريم، وسرد القصص النافعة على مسامعهم، وأهمها وأولاها السيرة النبوية وقصص الأنبياء فعن علي بن الحسين يقول: كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن. بادروا في مرحلة الطفولة المبكرة في تعليم السيرة النبوية للأطفال، إذ أنها تقدم لهم القدوة الحسنة التي ينبغي أن يقتدوا بها في جميع شؤون حياتهم. لطالما كنت تقولين: أبنائي، أولادي.. أبحث لهم عن ثقافة إسلامية بإطار محبب وممتع لهم، بحيث لا ألزمهم عليه ولا أدفعهم له دفعاً. إننا في تطبيق حسناتي المنتشر على مستوى أكثر من ٧٠ دولة حول العالم، نقدّم حلاً مناسباً في التربية الإسلامية، يتضمن عناوين في حفظ سور القرآن الكريم، إضافة إلى موضوعات في السيرة النبوية للأطفال- قصص الأنبياء- الأذكار- الفقه- العقيدة..